قالت إحدى الداعيات: ذهبت يوما إلى المستشفى في الصباح الباكر فإذا بي أرى امرأة كبيرة في السن، تأتي مبكرة مثلي، ولعل إبنها أتى بها وذهب الى عمله لكن طال عجبي وهي تحمل كيساً كبيراً يخط منها على الأرض بين الحين والأخرى حتى إستوت على كرسي في غرفة المراجعة فشمرت عن ساعدها وفتحت الكيس، ثم بدأت توزع الكتب على المراجعات وكلما أتت مراجعة جديدة وجلست قامت إليها واهدتها كتابا.
قالت الداعية: فجاء موعدي وقمت إلى الطبيبة ثم إلى المراجعات في المستشفى إنتهى بي إلى الصيدلية، ثم عدت إلى مكاني الأول الذي أتيت إليه قبل أربع ساعات فإذا المرأة في مكانها وتعمل عملها.
فعلمت أنها من أكبر الداعيات، وما أتت إلى هذا المكان إلا لهذا العمل العظيم، مع تأكدي من بعد منزلها، وكبر سنها وضعفها ومع هذا تحمل كيساً لا يحمله إلا الأشداء من الرجال، يا ترى كم من امرأة إستقام أمرها، وكم فتاة صلح حالها، كم من سافرة تحشمت وكم من مفرطة أنابت وكل ذلك في ميزان حسنات هذه المرأة العجوز لا ينقص من أجر الفاعلة شيء.
أليست هذه نعمة من الله عظيمة بلى والله.
فأقول أين نحن من حرص هذه العجوز على الدعوة إلى الله يا رجال؟
الكاتب: شامل بن إبراهيم.
المصدر: موقع ياله من دين.